المؤتمر الدولي الثالث للريادة في فلسطين ICEP 3.0 يؤكد ضرورة تطوير التشريعات

20 ديسمبر 2021آخر تحديث :
المؤتمر الدولي الثالث للريادة في فلسطين ICEP 3.0 يؤكد ضرورة تطوير التشريعات

صوت الشباب 20-12-2021 – اتفق متحدثون وخبراء محليون ودوليون أن الرياديين الفلسطينيين يتفوقون بالموهبة على مستوى عالمي، متمكنين من اختراق أسواق المنطقة والعالم. كما أكدوا ضرورة اتخاذ مزيد من الخطوات لمساندة نمو البيئة الريادية. جاء ذلك خلال المؤتمر الدولي الثالث للريادة في فلسطين (ICEP 3.0) والذي عُقد الأسبوع الماضي، تحت عنوان “فلسطين: نحو تمهيد طريق السيليكون إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، برعاية من دولة رئيس الوزراء د. محمد اشتية، وبمشاركة أكثر من 1000 شخص من متحدثين وخبراء محليين ودوليين من قادة الريادة والشركات العالمية ومؤسسات التمويل الدولية وصناديق الاستثمار وحاضنات الريادة في الدول العربية والعالمية، بالإضافة إلى مشاركة رياديين فلسطينيين، وممثلين عن الحاضنات ومسرعات الأعمال وشركات التكنولوجيا في فلسطين والمؤسسات الرسمية والقطاع الخاص.

وبحث المؤتمر، عبر 8 جلسات، متطلبات تطوير البيئة الريادية لتعزيز دور فلسطين كمركز إقليمي للريادة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وجرى تنظيم المؤتمر عبر تقنية التواصل المرئي zoom، بالشراكة مع فروع جلوبال شيبرز في فلسطين المنبثقة عن مجتمعات المنتدى الاقتصادي العالمي، والحكومة الفلسطينية عبر وزارة الريادة والتمكين، وبدعم من مؤسسة التمويل الدولية IFC، ومشروع دعم ابتكارات القطاع الخاص في فلسطين IPSD المموّل من البنك الدولي، وبنك فلسطين، وشركة اتحاد المقاولين CCC، ومجموعة الاتصالات الفلسطينية، ومؤسسة “هوبرت بوردا ميديا” في ألمانيا.

واستُهل المؤتمر برسالة افتتاحية مسجلة لدولة رئيس الوزراء د. محمد اشتية، تلتها رسالة مسجلة للمؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي البروفيسور كلاوس شواب. وأعرب د. اشتية في رسالته عن سعادته باستمرارية المؤتمر للعام الثالث وزيادة عدد المشاركين من الشباب الفلسطيني. وقال د. اشتية “أصبحت البيئة الريادية في فلسطين ناضجة جداً، وتتطور سنة بعد سنة، هذا يحدث بسبب الشباب الريادي والمستثمرين والأشخاص أصحاب الرؤى الذين يلهمون ليس أقرانهم فقط وإنما أيضاً الحكومة”. وأردف د. اشتية “إن فلسطين غنية برأس مالها البشري، وكل ما نقوم به في الحكومة هو الاستفادة والاستثمار في رأس المال البشري لأن فلسطين فقيرة من حيث الجغرافية وغنية بالتاريخ، لكنها أغنى من أي دولة أخرى برأس مالها البشري وبمواردها البشرية وبشعبها”.

وثمن د. اشتية دور المنتدى الاقتصادي العالمي في إنجاح المؤتمر لدعم الريادة في فلسطين. مشيراً إلى أن المنتدى يقدم عملاً عظيماً وهو يواصل بروح الشراكة مع القطاع الخاص الفلسطيني والحكومة الفلسطينية والشباب الفلسطيني. كما لفت رئيس الوزراء إلى إطلاق الأكاديمية الفلسطينية للبرمجة والتي باشرت بتدريب الشباب الخريجين الذين لم يجدوا فرص عمل بعد.

بدوره، أوضح البروفيسور شواب في كلمته، أن الشباب الفلسطيني أظهر مرونة لا نظير لها، وتفكيرًا مبتكرًا متميزًا في دعم مجتمعهم المحلي، مؤكداً أن المنتدى الاقتصادي العالمي يؤمن بشدة بالدور الذي يلعبه الشباب كعامل إيجابي نحو التغيير. وأشار إلى أن مشاركة المنتدى في المؤتمر الدولي للريادة في فلسطين، يأتي دعماً لجهود تشكيل بيئة ريادية مبنية على الثقة بما يمكن الرياديين من إطلاق إمكاناتهم الكاملة.

وأضاف البروفيسور شواب أن القادة العالميين، يعملون على منح الأدوات والوسائل التي يحتاجها الشباب الريادي لتشكيل مستقبلهم، إلا أن المهمة الأكبر تقع على عاتق الشباب الذين يجب أن يتمتعوا بالجرأة والطموح، والاستمرار في المحاولة بعد كل فشل، وأن يتوجهوا للتفكير خارج الصندوق. وأكد شواب أن المنتدى الاقتصادي العالمي مستعد لدعم الجهود الحالية والعمل على تحقيق حلم تحويل الاقتصاد الفلسطيني إلى مركز إقليمي لريادة الأعمال.

من جهته، أكد معالي المهندس أسامة السعداوي وزير الريادة والتمكين، أن الوزارة تعمل على تطوير قانون جديد للمشاريع الناشئة والموجه لدعم الرياديين، وذلك خلال جلسة بعنوان “تمكين البيئة الريادية في فلسطين” والتي قام بإدارتها السيد راتب الرابي مدير عام حاضنة إنترسكت” لريادة الأعمال. وأردف السعداوي أن الحكومة الفلسطينية قامت باستحداث الوزارة لدعم النظام الاقتصادي. موضحاً أن الوزارة تقوم بتحديث عدد من المبادرات التي ستسهم في تمكين الرياديين، بالإضافة إلى تنفيذ برامج لتحسين مهارات الرياديين، ومنها برنامج لتعزيز فرص العمل في نظام المعلومات.

كما تطرق السيد كانثان شانكار المدير والممثل المقيم للبنك الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى دور البنك الدولي كداعم كبير للريادة والابتكار في فلسطين. ولفت شانكار إلى ضرورة أن تعمل الحكومة على وضع إطار قانوني جيد وبسيط بتعاون مع القطاع الخاص، مشيراً إلى أن نهج رقمنة الخدمات للمواطنين يعتبر أمراً مهماً في فلسطين لا سيما مع وجود صعوبة في الوصول إلى الخدمات. وبيّن شانكار أن العديد من التقارير أشارت إلى ما تواجهه المشاريع الناشئة من تحديات لاختراق الأسواق الإقليمية والدولية، الأمر الذي حرص البنك الدولي على شموله في استراتيجيته لدعم الاقتصاد والريادة في فلسطين.

وتحدث خلال الجلسة الأولى من المؤتمر أعضاء لجنة رئاسة المؤتمر حول تمهيد الطريق إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي أدارتها السيدة آمبر العملة الشريك الإداري لصندوق ابتكار. وخلال الجلسة، أكدت السيدة ستيفي شيرني كبيرة مستشاري مؤسسة “هوبرت بوردا ميديا” في ألمانيا، أن البيئة الريادية في فلسطين رائعة جداً ويجب العمل على تشبيكها دولياً. مشيرةً إلى أهمية تحقيق التنوع وفتح المجال لمشاركة النساء مما سيسهم في تعزيز البيئة الريادية. ودعت شيرني الرياديين الفلسطينيين إلى التوجه لأوروبا، لافتةً إلى أهمية التشبيك ما بين الأجيال الشابة وتبادل المعرفة عن البيئات الريادية المختلفة وكيفية ربطها معاً.

من جانبه، أكد السيد هاشم الشوا رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك فلسطين، أن المجموعة تضع جميع مواردها واتصالاتها تحت تصرف الرياديين. وأعلن خلال المؤتمر أن صندوق ابتكار قد أنهى المرحلة الأولى من الاكتتاب لصندوق ابتكار الثاني بواقع 15 مليون دولار أمريكي من أصل رأس مال كلي بواقع 30 مليون دولار أمريكي، مما سيمكن الصندوق من الاستثمار في مجموعة جديدة من الشركات الناشئة في فلسطين ومن الشركات الفلسطينية في المهجر.

كما أعلنت مجموعة بنك فلسطين، على لسان رئيس مجلس إدارتها خلال المؤتمر، عن نيتها التوسع في رقعة خدمات حاضنة إنترسكت لتشمل مدن نابلس والخليل وقطاع غزة والقدس الشرقية، بالإضافة إلى توجه مجموعة بنك فلسطين لرعاية ودعم فروع جلوبال شيبرز في كل من نابلس ورام الله وقطاع غزة والقدس الشرقية، وذلك دعماً لهذه المجموعة الريادية من الشباب والمنبثقة عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

وقال السيد سامر خوري رئيس مجلس إدارة شركة اتحاد المقاولين (CCC) “نحن نؤمن في التنمية الاقتصادية ونؤمن أن الرياديين هم أفضل الأصول المتوفرة لدينا في فلسطين، ونحن كفلسطيين تميزنا في جميع أنحاء العالم”. وأوضح خوري أن الشركة قامت بتوظيف العديد من خريجي الجامعات الفلسطينية كما تعاونت مع شركات ناشئة يمتلكها رياديون فلسطينيون. وشدد خوري على أهمية الدعم الدولي للشباب الفلسطيني الذي يتمتع بمستوى عالٍ من التعليم.

من ناحيته، أكد السيد ميريك دوشيك مدير منطقة أوروبا وأوراسيا والشرق الأوسط في المنتدى الاقتصادي العالمي، التزام المنتدى بدعم المؤتمر عاماً بعد عام حيث يعد منصة كبيرة تلهم الأشخاص الآخرين في العالم، مبيناً أنه من المهم أن يظل الرياديون على اتصال مع الإقليم والعالم. كما لفت إلى ضرورة الاهتمام بالتغير التكنولوجي المتسارع، مما يتطلب استيعابه وتوظيفه لتحقيق نتائج إيجابية. وشدد دوشيك على أهمية العمل على إعادة تمهير القوى العاملة لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة.

الاخبار العاجلة