“ما لم يحصل الفلسطينيون على وطن، لن يكون للإسرائيليين وطن”، هذا ما ذكره الممثل السينمائي الأمريكي الشهير “ريتشارد جير” تعليقا على معاناة الفلسطينيين في سعيهم لإقامة دولتهم المستقلة.
دعا “جير” إلى “التعاطف والتسامح والحب من أجل علاج آلام الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء حتى يتمكنوا من المضي قدمًا في عصر السلام”. وبحسب جيروزاليم بوست، قال “جير” في شريط فيديو “نحن نعلم أن المزيد من الكراهية والغضب لن يخرجنا أبدًا من هذا”. جاءت تصريحات “جير” خلال استضافته من قبل منظمات يسارية غير حكومية “مقاتلون من أجل السلام” ومنتدى الآباء والأمهات”. شارك في الحدث إسرائيليون وفلسطينيون فقدوا أقاربهم إما في الحرب أو خلال الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
دعا “جير” المشاركين إلى خلق عالم يمكن للأطفال أن يكبروا فيه دون خوف. وقال “ما لم يحصل الفلسطينيون على وطن، لن يكون للإسرائيليين وطن”. استذكر الإسرائيليون والفلسطينيون قصصهم، حيث تتذكر الفنانة “تمار بيكس” كيف فقدت والدها في حرب الأيام الستة وشقيقها في حرب أكتوبر حيث ولدت بعد ثلاثة أشهر من وفاة والدها. وتقول “ربما سمعت صوت والدي عندما كنت في بطن أمي، لكنني لم أتمكن من مقابلته”. وأضافت “والدي كان رجلا عسكريا وقتل على يد جندي من الفيلق الأردني في القدس، قالت أختي إنه لا يعرف الخوف” وقالت إن شقيقها الأكبر يوني بذل قصارى جهده للعب دور الأب لإخوته الصغار، واللعب معهم. وأضافت بيكس: “كان فتى لطيفًا ومحبوبًا وربما كان أيضًا لا يعرف الخوف، أنه قُتل في اليوم الثاني من حرب أكتوبر، لكن تم العثور على جثته بعد ثلاثة أشهر من نهايتها”. تعتقد “بيكس” أن الفلسطينيين أيضا فقدوا أحباءهم وقد دفنوا أيضًا جزءًا من قلوبهم في الأرض وتعتقد أنه من الممكن إنهاء العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال الاعتراف المتبادل والمساواة.
كما تحدثت “ليلى الشيخ” من قرية “بتير” في الضفة الغربية كيف تعرض ابنها قصي البالغ من العمر ستة أشهر للغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي على منزلهم عام 2002 وقالت إن “معدل تنفسه زاد” و”نظرت إلى عيناه وكأنه طائر خائف. وأضافت “صعدت أنا وزوجي إلى السيارة متجهين إلى المستشفى لكن الجنود أغلقوا قريتهم وأغلقوا كل الطرق لمدة أربع ساعات. كل نفس من ابني كأنه سكين في أعماق قلبي. عندما غادر الجيش، كان الوقت قد فات لإنقاذ ابني. كان لون وجهه مثل لون الشفق ووجنتيه اللتان كانتا مثل تفاحتين أحمرتين بدأتا في الجفاف. تجمدت أصابعه الصغيرة مثل الشمع. لم اشتر له دراجة ولم أشاهده يتخرج من المدرسة إنه يرقد وحيدًا في قبر مظلم بارد بعيدًا عن دفء حضني. هذه البرودة استهلكت كل شيء في داخلي”. وقالت الشيخ إنها عملت منذ ذلك الحين على نشر رسالة السلام والمصالحة وإنهاء “الظلم والكراهية”.